الخميس، 19 فبراير 2015

حاكم ياخد صندوق الفتاوى معه



روى عن السلطان سلیمان القانوني ( 1520-
(1566
أنھ أخبره موظفو القصر ، باستیلاء النمل على جذوع
الأشجار في قصر طوب قابي
و بعد استشارة أھل الخبرة خلص الأمر إلى دھن
جذوعھا بالجیر
و لكن لم یكن من عادة السلطان أن یقدم على أمٍر
دون الحصول على فتوى من شیخ الإسلام
فذھب إلى أبي السعود أفندي بنفسھ یطلب منھ الفتوى
، فلم یجده في مقامھ ، فكتب لھ رسالة شعریة یقول
فیھا

إذا دب النمل على الشجر ** فھل في قتلھ ضرر ؟
فأجابھ الشیخ حال رؤیتھ الرسالة قائلا
إذا نُصَب میزان العدل ** یأخذ النمل حقھ بلا خجل
و ھكذا كان دأب السلطان سُلیمان ، إذ لم یُنفذ أمرا إلا بفتوى من شیخ الاسلام أو من الھیئة العلیا للعلماء في
الدولة العثمانیة
تُوفي السُلطان في معركة - زیكتور - أثناء سفره الى فیینا
فعادوا بجثمانھ الى إسطنبول ، وأثناء التشییع وجدوا أنھ قد أوصى بوضع صندوق
معھ في القبر ، فتحیّر العلماء و ظنوا أنھ مليء بالمال ، فلم یجیزوا إتلافھ
تحت التُراب ، وقرروا فتحھ
أخذتھم الدھشة عندما رأوا أن الّصندوق ممتلئ بفتاویھم فراح الشیخ أبو السعود
یبكي قائلا
لقد أنقذت نفسك یا سلیمان ، فأي سماٍء تظلنا ... و أي أرٍض تُقلنا إن كنا مخطئین
في فتاوینا ؟

المتواجدين الان